قرَنْتَ الجيادَ بأجمالِها، - أبوالعلاء المعري

قرَنْتَ الجيادَ بأجمالِها،
لتُسعِفَ نَفساً بآمالِها

ولا بُدّ من سَيرِها مَرّةً،
بَعدَ التِفاتٍ إلى مالِها

وأفضَلُ ما اكتَسَبتْ أُمّةٌ،
وإنْ شَقِيَتْ، حسنُ أعمالِها

ولا خَيرَ في أن تُمَدّ الحياةُ،
ونُقصانُها مثلُ إكمالِها

فويهاً، وواهاً لسيل المَنو
نِ، كم جَرّ عِيراً بأحمالِها

أُمورٌ تُوافي جنودَ الرّدَى،
بتَفصيلِها، بعدَ إجمالِها

وقد أعمَلَ النّاسُ أفكارَهم،
فلم يُغنِهِمْ طولُ إعمالِها

فهلْ يُرمِلُ الدّهرُ أُمَّ الأنامِ
فتَفقِدُ نَسلاً بإرْمالِها؟