كلفي ما أراه عني يريم - البحتري
كَلَفِي مَا أَرَاهُ عَني يَرِيمُ
وصُرُوفُ النَّوَى عَذَابٌ أَلِيمُ
يَا أَبَا الْهَيْثَمِ الَّذِي شَيَّد المَجْدَ
لَهُ وَالِدٌ وَجَدٌّ كَرِيمُ
لكَ مِن قاسِطٍ رِقَابُ المَعَالِي
ومِنَ النَّمْرِ نَجْرُهَا والأَرُومُ
مَنْطِقٌ صَائِبٌ ، ورَأْيٌ أَصِيلٌ
وحِجًى رَاجِحٌ ، ونَيْلٌ رَخِيمُ
أَنَا بالْوُدِّ والصَّفَاءِ زَعِيمُ ،
وعَلَى الْعَهْدِ والْوَفَاءِ مُقِيمُ
إِنْ يكُنْ راعَك الفِراقُ فعِنْدِي
مِنْهُ خَطْبٌ أَعْيَا عَلَيَّ عَظِيمُ
زفَرَاتٌ تَعْتادُني كُلَّ يَوْمٍ
وَغرَامٌ كأَنَّهُ لِي غَرِيمُ
إِشْتِيَاقاً إِلى لِقائِكَ ، واللهُ
بِمَا قُلْتُهُ سَمِيعٌ عَلِيمُ
فَعَلَى عَيْشِنَا السَّلامُ وأَيَّامٍ
تَوَلَّت ، لوْ أَنَّ عَيْشاً يَدُومُ
فَابْقَ في نِعْمَةٍ تَدُومُ وعِزٍّ
ما اسْتنارتْ جِنْحَ الظَّلاَمِ النُّجُومُ