طلبتُ الغنى حرصاً على بذلى الغنى - الشريف المرتضى

طلبتُ الغنى حرصاً على بذلى الغنى
فلم أره إلاّ بكفّ بخيلِ

وكنتُ متى أرجو البخيلَ لحاجة ٍ
حُرِمتُ رشادي أو ضَللْتُ سبيلي

وقلتُ لمن ذمّ القليل ضراعة ً :
قليلٌ يصونُ الوجهَ غيرُ قليلِ

وكم للذى حاز الغنى بعد فقده
بكاءٌ ومن حزنٍ عليه طويلِ

فأينَ وأحوالُ الرِّجال شتائتٌ
مقامُ عزيزٍ من مقامِ ذليلِ ؟

فسلْ خالقاً فضلَ العطيّة ِ مجزلاً
فإنَّ عطاءَ الخلقِ غيرُ جزيلِ

وأشقى الورى من كان أكبرَ همّه
هجاءُ ضَنينٍ أو مديحُ مُنيلِ