و أعرضتِ حتى لا أراك وإنما - الشريف المرتضى

و أعرضتِ حتى لا أراك وإنما
أرى منك وجهَ الشمسِ أو طلعة َ البدرِ

و لم يكُ ذاك الصدّ إلاَّ لمقلتي
و قلبيَ عن مغنى هواك بلا سترِ

وهجرُكِ منِّي ليس إلاّ لعلَّة ٍ
و لكنّ هجراً جاء منكِ بلا عذرِ

ويومِيَ لا ألقاكِ فيهِ وأجتلي
به منكِ وجهَ الحُسن ماهو من عُمري

و إن لم يكن لي منكِ صفحٌ فأعطني
نصيباً من البلوى وحظا من الصبرِ

فلا تفتنوا بعدي بشيءٍ فإنني
فتنتُ بمملوءِ الجفون من السحرِ

يسيءُ وما ينوي الإساءة َ عابثاً
و يقلقني شوقاً إليه وما يدري

و هان عليه والهوى ليس عنده
دموعٌ لبينٍ منه أو جَفوة ٌ تجري

فيا ليتَ من يشفي الجوى لم يعلني
و من لم يكن نفعي به لم يكن ضري