حَيِّ الرِّفَاقَ الأَكْرَمِينَ وَقُلْ لَهُمْ - خليل مطران

حَيِّ الرِّفَاقَ الأَكْرَمِينَ وَقُلْ لَهُمْ
إِنَّا لَكُمْ فِي عِيدِكُمْ شُرَكَاءُ

مَا بَيْنَ مِصْرَ وَبَيْنَ لُبْنَانَ مَدَىً
نَاءٍ وَقَدْ أَدْنَى الْقُلُوبَ إِخاءُ

إِنَّ الَّذِي أَجْمَعْتُمُ إِكْرَامَهُ
لَمْ تَخْتِلفْ فِي حُبِّهِ الأَهْوَاءُ

فِي عِيدِهِ الْفِضِّيِّ زَمْرٌ تَنْجَلي
بِبَيَاضِهِ أَخْلاَقُهُ العَزَّاءُ

خَدَمَ المُوَاطِنَ خِدَمَةً لَمْ يَأْتِهَا
إِلاَّ الرُّعَاةُ الْجِلْسَةُ العُظَمَاءُ

وَبَنَى لأُمَّتِهِ فَخَاراً بَعْدَ أَن
كَادَتْ تَلُمُّ بِعِرْضِهَا الأَرْزَاءُ

مُسْتَنْصِراً إِيمانَهُ وَثَبَاتَهُ
وَخُلُوصَهُ إِنْ فَاتَهُ النُّصَرَاءُ

يَرْعَى مَدَارِسَهَا وَيَكْلأُ نِشْأَهَا
وَالنِّشْءُ لِلْعَهْدِ الجَدِيِدِ بِنَاءُ

وَيَعِمُّ كُلَّ مَبَرَّةٍ بِعِنَايَةٍ
مِنْهُ فَلَمْ يُخْصِصْ بِهَا الْفُقَرَاءُ

مُتُعَهِّداً أَبَداً رَعِيَّتَهُ فَلاَ
سَأْمٌ يُثَبِّطُهُ وَلاَ أَعْيَاءُ

زُهِيَتْ مَوَاعِظُهُ بِكُلِّ يَتِيمَةٍ
فِي كُلِّ دَاجِيَةٍ لَهَا لأْلاَءُ

إنْ أكْبَرَ الْعُلَمَاءُ حِكْمَتَهُ فَقَدْ
فُتِنَتْ بِحُسْنِ بَيَانِهَا الأُدَبَاءُ

تَقْوَى وَعَقْلٌ رَاجِحٌ وَطَوِيَّةٌ
لاَ تَلْتَوِي وَكِيَاسَةٌ وَذَكَاءُ

وَعَزِيَمَةٌ غَلاَّبَةٌ وَفَصَاحَةٌ
خَلاَّبَةٌ وَكَرَامَةٌ وَإِبَاءُ

هَذِي مَنَاقِبُهُ وَحَسْبِي ذِكْرُهَا
حَتَّى يُخَيِّلَ أَنَّهُ إِطْرَاءُ

إنْ لَمْ يَكُنْ شُكْرُ العَدَولِ جَزَاءَهَا
فَعَلاَمَ في الدُّنْيَا يَكُونُ جِزَاءُ