عيد ولكن - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

عيدٌ يعودُ ، وللأوطان أشجانُ
على ُرباها طيورُ الآهِ بُركانُ

صحا لميقاتهِ ، الليلُ استقرَّ على
هبَّاته ، شربتْ عينيه نِيرانُ

هوى يُلمِلمُ من ساعاته سُبحًا
تعُدُّ أنّاتهِ ، الحبّاتُ أكفانُ

تضمُّ كلَّ ُطموحٍ ميِّتٍ وهَبَتهُ
الأرضُ قبرًا ، ولم يذكرْه إنسانُ

*

عيدٌ يعودُ ، وكم مِن عيدٍ اختلفتْ
فيها السُعودُ ، وروحُ الحُبِّ أفنانُ

لها الربيعُ نداءٌ ، والخريفُ صدى
والليلُ بحرٌ ، ونورُ الفجر ُشطآنُ

يبقى السعيدُ الذي طابتْ لخطوتهِ
ريحُ الحياةِ ، ولم يخذلْهُ إيمانُ

أما الشقيُّ.. فيهدي الغيُّ هِمَّتهُ
ويطفيء ُ– الماءَ في جنبيهِ – هُجرانُ

*

وكلُّ عيدٍ وعِيدٌ حين يبصرنا
نهِيمُ في زبَدٍ ، والموجُ جِيرانُ

لنا . فما بالُنا والعيدُ سائقنا
إلى الحياةِ ، وصخرُ الموتِ يقظانُ

تشقُّ أنفاسُه دربا بأضلُعِنا
لم يُهْدَ آخرَهُ إنسٌ ولا جانُ

تسيلُ من شفتيه الروحُ تائهًة
ضياؤها بظلالِ الطين يزدانُ .