صوتُ الوطن - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)
أسرة ٌ تتحلّقُ مائدًة للعَشاء
تطاردُ بَردَ الشتاءِ بأنفاسها
الطفلُ صاحَ : الفراشة ُ
كانت تِرفُّ
الأبُ ارتاحَ في قلب زوجته
وتبسَّمَ , قال : الفراشاتُ أنواعُها ..........
الصوتُ صوتك
والزوجة ُ انسكبتْ في تورُّدِ أطفالِها
الطفلُ رفَّ
الفراشة ُ ذابتْ
بكى
الأمُّ تحضنهُ وتُغنِّي بصوتك
للطفلِ نهنهة ٌ
وثباتٌ نعودُ إليه إذا انفردَ القلبُ بالعزف
في فلواتٍ تموت
نراك أبًا خالصًا من تجاعيد أوتاره
الصوتُ صوتك لم يفتقدهُ السُّكوت
وأنت تصوغ ُ الخفا ممكنات ٍ
يُجرِّحُ مِخملها الماءُ
تمنحُ شمسًا سماءً
وتسكنُ أغنيًة وصلاةً
بكاءً وصمتا
إذا اشتعل البحرُ
وانفجر الحجَرُ
الطيرُ أورَقَها الفجرُ
والزرعُ روَّى الضياءَ ندى
يُولدُ الصوتُ مُبتردًا بدموعك
مشتعلا بولوعك
مكتملا بطلوعك
يحملُ أروقة السريان
ويعبرُ بحر الصدى
كم نطقناك في الحرب كي نتوحَّدَ
في الموت كي ُنولدا
منذ شقّتْ ترانيمك الذهبية ُ حنجرةَ الريح
عن لؤلؤ الأزل المتراكِب في سُنبلات المَدى !!