نحنُ كضَرْبَتَينِ في مَعرَكَة ٍ - بهاء الدين زهير

نحنُ كضَرْبَتَينِ في مَعرَكَة ٍ
أدّرِعُ الصّبرَ عندَ لُقياهَا

وهيَ بجُنْدِ الهَوَى تُبارِزُني
وَأيّ صَبرٍ يُطيقُ هَيْجَاهَا

إنْ جَبُنَتْ في القِتالِ أنجَدَها
أوْ ضعفتْ في النزالِ قواها

أصرعها تارة ً وتصرعني
لكن لها السبقُ حينَ ألقاها

أحبها وهيَ لي معاندة ٌ
كأنّني لَستُ منْ أحِبّاهَا

عدوة ٌ لا أكادُ أبغضها
يا لَيتَني أستَطيعُ أنْسَاهَا

سابحة ٌ في بحارِ فتنتها
رافِلَة ٌ في ذُيُولِ ظَلماهَا

أحبها تأبى موافقتي
خاسرة ً دينها ودنياها

يا رَبِّ عَجّلْ لهَا بتَوْبَتِها
وَاغسِلْ بماءِ التّقَى خطاياهَا

إنْ تَكُ يا سَيّدي مُعَذّبَهَا
منْ ذا الذي يرتجى لرحماها

فالطفْ بها واغتفرْ لها كرماً
إنّكَ خَلاّقُهَا وَمَوْلاهَا