أبوالعلاء المعري

الشعر الفصيح العصر العباسي

الاسم	-
إن طابَ خِيمُكَ في الدّنيا، فلا تَخِمِ؛	فصحى
يا بَدَويّ اتّقِ المُدامَةَ، إنّ الـ	فصحى
كم حاوَلَ الرّجلُ الدّنيا بقوّتِهِ	فصحى
أُقعُدْ، فما نفعَ القيا	فصحى
أرى كفْرَ طابٍ أعجزَ الماء حفْرَها،	فصحى
سَفكتَ دَمَ الدّنانِ، وما تَشكّتْ،	فصحى
ما راعَتِ البُرّةُ في بَذْرِها؛	فصحى
إذا آمَنَ الإنسانُ باللَّهِ، فليكنْ	فصحى
مللتُ عيشي، فعُوجي يا منيّةُ بي،	فصحى
يا ربِّ! عيشةُ ذي الضّلالِ خسارُ،	فصحى
يا صاحِ! ما أهوى وما أقلي؛	فصحى
أستقبحُ الظاهرَ من صاحبي؛	فصحى
يَتحارَبُ الطّبعُ الذي مُزجَتْ بهِ	فصحى
أيَعلَمُ نَجمٌ طارِقٌ برَزِيّةٍ،	فصحى
أرَى البَحرَ مِلحاً لا يجودُ لوارِدٍ	فصحى
أروى دمٌ قلباً، وتلكَ سفاهةٌ؛	فصحى
يا حاديَينا! ألا سُوقا بنا سَحَراً؛	فصحى
إذا كسرَ العبدُ الإناءَ، فعَدّهِ	فصحى
من عاشرَ النّاسَ لم يُعدَمِ نِفاقَهُمُ،	فصحى
ألا هل أتَى، قبرَ الفقيرةِ، طارِقٌ،	فصحى
دُنياكَ تُشبِهُ ناضِحاً مترَدداً،	فصحى
يا كِندَ! ما خلتُ السّكونَ تحرّكتْ	فصحى
أرى الأرضَ، فيها دولةٌ مُضَريّةٌ،	فصحى
نفوسٌ أصابتها المَنايا، فلا تكنْ	فصحى
يا ليلُ! قد نامَ الشجيُّ، ولم يَنمْ،	فصحى